الوضع السياسي والقيود الصارمة المفروضة بسبب فيروس كورونا أدى إلى نزوح جماعي من هونغ كونغ، و سنغافورة هي الوجهة الجديدة.
فالشعب قد عاصر المظاهرات الكبرى في عام 2019،و شاهد مدى قسوة سلطات هونغ كونغ في قمع الحركة الديمقراطية. ومنذ ذلك الحين، نجوا من الوباء لمدة عامين مع أشد القيود في العالم.
ولكن الآن العديد من مواطني هونغ كونغ لن يحتملوا الوضع الحالي. لذلك، قرروا الفرار إلى الخارج.
يختار الكثيرون الانتقال إلى سنغافورة، حيث يتعايشون الآن مع فيروس كورونا بينما لا يوجد قوانين وقيود على المجتمع. فأكثر من 70 في المئة من السكان صينيون. لذلك، لا توجد تحديات ثقافية ولغوية كبيرة، مما سهل معيشة المهاجرين.
ووفقا لـ Julie Yim، مديرة المبيعات في وكالة عقارية كبيرة في سنغافورة، تسبب ذلك في ارتفاع الأسعار في سوق العقارات بنسبة 20-30 في المائة خلال الأشهر ال 18 الماضية.
“في الوقت الحالي، هناك تدفق كبير من الأثرياء الصينيين الذين يستثمرون في الإسكان وينقلون ثرواتهم إلى سنغافورة للحصول على الإقامة هناك”. وتقول إن التدفق من هونغ كونغ اشتد في الأشهر الستة الماضية، والبعض الآخر يأتي أيضا من شنغهاي.
أصبحت القيود الصارمة مشكلة لا تحتمل للشعب:
حيث تعرضت هونغ كونغ لأسوأ موجة حتى الآن من الإصابات، و أودت بحياة أكثر من 9000 شخص، وفرضت قيود أكثر صرامة.
كما كان هناك الكثير من الأمثلة على الأطفال الصغار الذين انفصلوا عن والديهم لأكثر من أسبوع لأنهم أصيبوا بفيروس كورونا وتم إرسالهم إلى الحجر الصحي وحدهم. وهذا هو الذي جعل الكأس يفيض بالنسبة للعديد من العائلات المحلية والأجنبية.
تعمل Julie Yim في هذا المجال منذ عام 2006 ولم تشهد أبدا مثل هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار في سنغافورة خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن. حيث اندلع نقص حاد في المساكن. و في بعض الحالات، تضاعف سعر الإيجار في عام واحد فقط.
الكثير من المهاجرين يستهدفون المملكة المتحدة:
تحدثت القنوات إلى العديد من العاملين في الصناعة المالية والذين هم بصدد الانتقال من هونغ كونغ إلى سنغافورة، وشرحوا أن ذلك يرجع في المقام الأول إلى الوضع السياسي في هونغ كونغ، وأنهم قد فقدوا الأمل في مستقبل أفضل.
وفقدت هونغ كونغ، وفقا لشبكة “سي إن بي سي”، 93 ألف مواطن في عام 2020 و23 ألفا في عام 2021، حيث وضع الوباء حدا لفرص السفر بتلك السنة. لكن كل المؤشرات تشير إلى أن الهجرة ستكون أكبر بكثير في عام 2022. وفي الأسبوعين الأولين من شهر آذار/مارس وحده، غادر أكثر من 50 ألف شخص هونغ كونغ.
تقدم أكثر من 88000 مواطن من هونغ كونغ بطلب للحصول على تأشيرات دخول إلى المملكة المتحدة في الأشهر الثمانية الأولى من العام ضمن إطار البرنامج الجديد الذي يستهدف هونغ كونغ، وتم إطلاقه في يناير 2021. حيث تسمح التأشيرة الخاصة للناس بالعيش والدراسة والعمل في البلاد لمدة خمس سنوات.
بعد ذلك، يمكنهم التقدم بطلب للحصول على الإقامة الدائمة. وتتوقع حكومة المملكة المتحدة أن يستفيد ما يصل إلى 300 ألف شخص من هذه الفرصة على مدى السنوات الخمس المقبلة.
حكومة هونغ كونغ تحذر من هجرة الأدمغة:
اعترفت حكومة هونغ كونغ بوجود “هجرة أدمغة”.
حيث نقلت العديد من الشركات مقارها الإقليمية من هونغ كونغ إلى سنغافورة بسبب قيود فيروس كورونا.
وعلى سبيل المثال، تلقى بنك الاستثمار الأمريكي جي بي مورغان أكثر من 400 موظف مهاجرون من هونغ كونغ إلى سنغافورة، حيث افتتح للتو مكتبا كبيرا جديدا هناك.